سورة طه - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (طه)


        


الطاء إشارة إلى قلبه- عليه السلام- من غير الله، والهاء إشارة إلى اهتداء قلبه إلى الله.
وقيل طَأْ بِسرِّك بساط القربة فأنتَ لا تهتدي إلى غيرنا.
ويقال طوينا عن سرِّك ذِكْرَ غيرنا، وهديناك إلينا.
ويقال طوبى لمن اهتدى بك. ويقال طاب عيشُ مَنْ اهتدى بك.
{مَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ القُرْءَانَ لِتَشْقَى}: أي ليس المقصود من إيجابنا إليك تعبدك، وإنما هذا استفتاحُ الوُصلة، والتمهيد لبساط القُرْبَةِ.
ويقال إنه لما قال له: {وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ} [الحجر: 88] وقف بِفَرْدِ قدم تباعدا وتنزهاً عن أن يقرب من الدنيا استمتاعاً بها بوجهٍ فقيل له: طأ الأرض بقدميك.... لِمَ كل هذا التعب الذي تتحمله؟ فزاد في تعبده، ووقف، حتى تقدمت قدماه وقال: {أفلا أكون عبداً شكوراً} أي لما أهلني من التوفيق حتى أعبده.


فالقرآنُ تَبْصِرةٌ لذوي العقول، تذكرة لذوي الوصول، فهؤلاء به يستبصرون فينالون به راحةَ النَّفْسِ في آجِلِهم، وهؤلاء به يذكرون فيجدون رَوْحَ الأُنْسِ في عاجِلهم.


جَعَلَ الأرض قراراً لِعبادِه. ونفوسُ العابدين أرضٌ وقرارٌ لطاعتهم، وقلوبُ العارفين قرارٌ لمعارفهم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8